التسجيل مفتوح الآن وحتى 13 اكتوبر 2023 للمشاركة كعارضين في مهرجان الكتاب القادم من 4 حتى 10 ديسمبر2023
يعود مهرجان الظفرة للكتاب بحلة جديدة ليقدم لكم تجربة غنية عبر مجموعة متكاملة من الفعاليات الثقافية والتعليمية والترفيهية.
وَسطَ بَحرٍ ليسَ كَباقي البِحار، تارةً يَبدو طِفلاً ودِيعاً وتارةً كَمراهقٍ يَعشقُ اللّهو مَع الطَبيعةِ، تُبحر السُفن في رحلةٍ شاقَّة، تَشُقّ أمَواجه العَالية، تُجابِه قَسوَة رِيَاحِه الهَوجاء، باحثةً عَن بارِقَة أملٍ تَطوفُ في المَدى، لتَجِدَ الراحَة الأبديّة التي أبدَع الخالقُ في صُنعها، فِهي أمٌّ حَنون شامخةٌ تكادُ تُعانِقُ السَماء، تُحيطها بيئةٌ بَحريةٌ خِصْبة يُزيّنها جَمال خفيّ في أعَماق مِياهها الفَيروزية، مُناديةً البحّارة ليَسكنوا إِليها، فَتهدّئُ مِن رَوعَهم وتُعيدُ السَلامَ والهدوءَ لِشُعورِهم وتَغمرُ قُلوبَهم فَرحةً وتَهمس بِصَوتٍ رَقيقٍ لا تَقلَقوا .. أنا السَلامةُ .. أنا برّ الأمَان.
"لَمْ تَكن العِبرة يَوماً بالطريق الذي نَسير فيه .. بَل في تِلك الوُجهة التي تُضيء دُروبنا نوراً وأماناً"
في عَرضِ بحرٍ، كُلّ البِحار أمامَه مُجرّد مِياه، وجَمالهُ الأساسُ الأعظمُ .. يَحكي صَوتُه الشجَيّ قصةَ عَيشِه في عَالم مُتكاملِ الأركانِ مُتنوّع الألَوانِ، كأنه جَبل صَغيرٌ شَامخٌ، تُلاطف الأمَواج خَطوَاته، ويَلعَب مَع الغُيوم الفاتِنة، وتَغيرُ الكائِنات البحريّة من طُوله الشَاهِق وقوّتِه، يَقفُ راسِخاً في عَرضهِ مُستَمتعاً بِرياحِه الهَوجاء وأعاصِيره العاتيَة، كأنّها تُحاول التوّددَ لِنَقاء نيّته وصَفاء براءتِه .. فالبَحرُ وكائِناتُه في طِيب قَلبه وحُسن جَماله قَد غرِقُوا.
"الخير يُولد من رحم ما نظنّه شراً"
كان يَا مَكان فِي قَديمِ الزَمان، كَانَ هُناكَ شابٌ يَافعٌ يَتمتّعُ بِالحِكمَةِ وَالرَزانَة والذَاكِرة الحَديديّة، كَلامُه يَقطرُ بالرَحيقِ والقِصَصُ لَهُ صَديق، يَجَوبُ العَالمَ يُقابلُ هَذا وَذاك، فكَانَ شَاهِداً عَلى عَدَدٍ لا يُحصى مِنَ الوَقائِع .. حتّى أقْمَرَ ليلُهُ، ليَسرِدَ لَحنَهَا ويُجسّد صُورَتها، كأنّ بَوابةً زَمنيّة فُتحتْ، ليُطلّ مِنها المُستَمِعونَ، ويُعيدوا عَهدَ أنسٍ قَدْ مَضى، وباتوا يَنتظرونَ حَديثاً مِنه عذباً يَسرقُ أوَقاتَهُم ويُبدّدُ غُيوم الهمّ في سَمائِهِمْ.
"النظر إلى الثقافات المختلفة يوسّع المدارك ويمدّ العقل بمعرفة واسعة الأفق"
فِي رِحاب أرضٍ رِمالُها من ذَهبْ، تَتمَدد أورِدَتها شَيئاً فشَيئاً لتُطِلّ على الحَياة، فتَنبتُ وتُورقُ أغصانَها وتَخضَرُّ، فتُسعِدنا بِثمارِها وتَستقرّ الطُيور بَين أورَاقها ليَشدو الصِغار بألحَانها، هِيَ كالنَخيل بِسحرِها وكالدواءِ بفوَائِد حبّاتِها، تُنادِي مَن حَولَها لتَحتَضِنهم بِظلّها، هِيَ شَجرةٌ وُلِدت مِن بِذور الدُنيا لتُعطيَ الحياةَ حياةً .. كأنَّ الطبيعة خبّأتْ في قَلبها سرّ الحياة.
"وما الحياة إلّا حسناءٌ تزيّنت بطيب عَطائها"
وُلد ذلك الشَاب في عالَم مِن ألوَان الخَيال .. كأنّه خَرج للحَياة مِن شَرنقة بِجناحين رَقيقَين، بِهامَةٍ يُزيّنها قَرنان يُغذّيان رُوحه حُبّاً ويَنشران في الأرْجاء عِطراً، ويتلّوى تَحت عِصامَته شَعرُه الدَاكن مُشعّاً بنُور الحَياة، فيُحلّق بِجناحَيه الصَغيريَن علوَّ السَحابِ .. لا شيء يُعيِقُ حبّه للطَعام ورِحلة جَمع ألذّها وأَطيبها .. فالحُبّ وجنَتُه وما طاب من المأكولات ريقَتُه، واِبتسامته وَخجله أضوى من القمر.
" خيال يجوب عقولنا ليحقق أحلامنا"
فِي بَلدِة تَتَزيّنُ جَنَباتُها بِالهُدوء وَالسَكَينَةِ، خَرَجَ الحطّابُ الخَلوقُ مِن بَيتِه، الذِي مزّقَ جُدرانَه الفَقرُ وحَطّمَ سَقفَه تَزاحُم الآمَالِ والرَجاء، لِيجِدَ قُوتَ يَومِه، حَامِلاً مَعَهُ فَأسَهُ وخَيباتٍ تُثقِلُ خَطواته، ولكِنّ قَلبَه مُوقِنٌ بأنّه سَيُرزَقُ بِقَمرٍ مُضيء .. يعوِّضُه عن تِلكَ النُجومِ التي سَقَطتْ مِنه، حتّى ذاتَ يومٍ صَادَف مَغارةً، يَدخُلُها أربَعون لِصّاً ويَخرُجُون بِالكُنوز، ومَا لَبثِ أنْ عَرِف السرّ لِفَتحِ المَغارةِ، ويَعودَ لزَوجَتِه بَاكيّاً كأنّ السَعَادةَ فالقَتْ كَبِدَهُ .. فَانْجَلَى عَنه الحُزن وَاستَفَاضَ سُرورَاً.
"حين يُغلق في وجهك باب .. آخرٌ يُفتح لك"